في إطار السعي إلى تعزيز سبل السلام ونبذ الصراع القائم منذ 6 سنوات، وما سببته الحرب من آثار الدمار على المجتمع اليمني، نظمت منصة هيومن أوف تعز (humans of taiz)، لدعم عملية السلام في اليمن وحقوق الإنسان ومناصرة قضايا النوع الاجتماعي والطفل وإظهار أصواتهم بالفن والسلام، المعرض التشكيلي الأول لإيصال صوت السلام.
وتضمن المعرض 24 فناناً تشكيلياً، كلهم شاركوا في إيصال رسالة السلام وحقوق الإنسان من خلال رسومهم التي عبرت عن المعاناة الحرفية للمجتمع اليمني جراء الحرب.
“وتم تنظيم 7 فعاليات، منها فعالية موسيقية في منطقة مدمرة بسبب النزاع، ومعرض للصور”، يقول لـ”المشاهد” خالد السعيد، مؤسس منصة هيومن أوف تعز، مضيفاً أنه تم الاقتراح بإنشاء معرض للصور يتعلق بالسلام وحقوق الإنسان.
ويتابع السعيد: “تمكنا من التواصل مع مصورين وفنانين تشكيليين من 7 محافظات يمنية، واجهنا مشكلة بجمع هذه الفئة، خصوصاً من الجنوب. ولكننا استطعنا أن نشرك ما يقارب 24 فنان اً تشكيلياً من أصل 79 فناناً، وركزنا على جانب النوع الاجتماعي، وجمعنا بين الفئات العمرية المختلفة”.
ويلفت إلى أن المشاركة كانت من محافظات “حضرموت، عدن، صنعاء، إب، ذمار، تعز، ومأرب”، مشيراً إلى أن 90% من صور المعرض نالت استحسان الجمهور، لأنه تم اختيارها بعناية، وذلك لتفي بالهدف الأساسي، وكان هناك لجنة لاختيار الصور الداعمة لعملية السلام ونبذ الحرب والصراع”.
وتركز المنصة على حياة الناس في الشارع، ونقل مآسي الحرب وما يعانيه المجتمع من آثارها، بحسب السعيد.
ويقول: “نعمل على حفظ حقوق الناس من المتاجرة بمعاناتهم كما يحصل حالياً، وبالمثل نعمل على نقل صور إيجابية لحياة الناس، وكيف استطاعوا مواجهة الحرب”.
ومن الفعاليات الميدانية التي تقوم بها المنصة لدعم السلام، إنشاء معارض الصور أو دورات تدريبية أو جلسات نقاش يتم فيها جمع المؤثرين على مستوى الوطن لإيصال أصواتهم الداعمة للسلام، وفق السعيد، الذي يضيف: “مثلاً جمعنا في معرض الصور المصورين من 7 محافظات، وإظهار مأساة التعليم”.
ويوضح أن معرض الفن التشكيلي للصور والرسوم كان الداعم الأول للسلام على مستوى الجمهورية خلال فترة النزاع.
“وإلى جانب ذلك، ركزنا على برنامجين في أيام عالمية، مثل يوم مرضى السرطان، وكيف أصبح حالهم في ظل الحرب، وكيف زاد الصراع من معاناتهم”، يقول السعيد.
ويؤكد أن هناك أنشطة يتم التحضير لها عبر المنصة مستقبلاً، وهو جمع المؤثرين على مستوى الجمهورية لتنفيذ حملة واسعة حول السلام والتعايش السلمي تشمل جميع الفئات للمشاركة بفنهم الذي يتميزون به سواء كان في الفن الغنائي أو الفن التشكيلي.
وهناك تجاوب كبير في المجتمع، وبخاصة في مدينة تعز (جنوبي غرب اليمن)، وفق تأكيد السعيد، قائلاً: “لقينا ردود أفعال إيجابية حول الأنشطة الميدانية التي عملناها، ونعمل بشكل فعال، ما جعل الكثير من الكتاب والصحفيين يتفاعلون مع ما تنقله المنصة”.
ويتفاعل الكثيرون من خارج اليمن، مع ما تنقله المنصة من تقارير، حول الهوية اليمنية، فضلاً عن قضايا فنية وتاريخية.
وتعمل المنصة على نقل حياة الناس بشكل إيجابي، في ظل استمرار النزاع في اليمن، عبر تنظيم فعاليات ونشاطات تدعم عملية السلام، من خلال استقطاب الفئات الفاعلة في المجتمع من مصورين ورسامين وصحفيين وإعلاميين، وغيرهم، للعمل على إيصال رسالة واحدة، هي إيقاف الحرب وإحلال السلام، بحسب السعيد.