نازحو اليمن معاناة إضافية مع دخول فصل الشتاء البارد
هئية التحرير – محمد المياس
” كنا نعاني في الصيف من الحرارة المرتفعة والأمطار، والآن مع دخول فصل الشتاء، بدأنا نعاني من البرد، داخل مخيمات تخلو من أدنى مستلزمات الوقاية ”
هكذا وصف أحد النازحين، معاناتهم مع دخول فصل الشتاء القارس.
ويحل فصل الشتاء للعام السادس على التوالي ضيفًا ثقيلًا على ملايين النازحين في اليمن، في ظل ظروف بائسة تعانيها مخيمات النزوح التي تفتقر إلى أبسط المستلزمات للوقاية من البرد القارس.
ويعيش نازحو اليمن من الأطفال، وعائلاتهم في مناطق جبلية وصحراوية في خيام مهترئة مزقتها الظروف المناخية، فضلا عن أنها لا تحول دون التهام الصقيع أجسادهم من الأساس.
أرقـــام
وتشهد اليمن حالة مستمرة من النزوح الداخلي نتيجة احتدام وتوسع نطاق المعارك بين أطراف النزاع، ما يجعل من حصر أعدادهم مهمة غير سهلة، بيد أن رئيس الوحدة التنفيذية لإدارة مخيمات النازحين في الحكومة المعترف بها دوليًا، نجيب السعدي يرجح في حديثه لـ Humans Of Taiz: ” بأن عدد النازحين في اليمن يناهز 3 مليون وتتصدر محافظة مأرب أعلى نسبة نزوح بنسبة تصل إلى 35%.”
من جهته ذكر مجلس إدارة وتنسيق الشؤون الإنسانية التابع للحوثيين في تقرير له بأن “عدد الأسر النازحة بلغ 606 الآف أسرة، بواقع 4 ملايين و168 ألف نازح في 15 محافظة يمنية حتى أواخر أغسطس/ آب الماضي”.
وتقول مسؤول الإعلام في منظمة الهجرة الدولية (أوليفيا هيدن ) في حديث خاص لـ “Humans Of Taiz” أن ما يقارب 160 ألف شخص نزح حديثًا هذا العام في المناطق التي استطاعت المنظمة الدولية للهجرة الوصول إليها في اليمن”.
وتحظى محافظة تعز بنصيب كبير من إجمالي عدد هؤلاء النازحين، إذ يزيد عدد الأسر النازحة عن 46000 آلف أسرة في 14 مديرية، بحسب تصريح حسان الخليدي مدير الوحدة التنفيذية للنازحين بتعز، والذي يؤكد لـ منصة Humans Of Taiz بأن جميعها تفتقر إلى الحاجات الأساسية التي تقيها من الجوع والبرد وتستدعي تدخلا طارئ.
معاناة إضافية
يواجه النازحون اليمنيون ظروفًا صعبة خلال فصل الشتاء مع اشتداد موجة البرد، في ظل افتقارهم لخدمات الايواء ووسائل التدفئة التي تحمي أجسادهم من الصقيع.
يقول حسان الخليدي : ” يعاني النازحين داخل مخيمات النزوح في جميع فصول العام ففي فصل الصيف لا تقيهم الخيام من حرارة الشمس الشديدة إضافة إلى معاناتهم من الأمطار والرياح والسيول في فصلي الربيع والخريف، وتتفاقم معاناتهم في فصل الشتاء من البرد القارس والأمراض الشتوية، مع افتقارهم إلى سبل الحماية، ومواد الايواء”.
فيما ذكرت أوليفيا هيدن خلال حديثها لـ “Humans Of Taiz” أن : ” نحو 65% من العائلات النازحة بحاجة رئيسية إلى المأوى مشيرة إلى أن هذا الأمر مقلق للغاية خصوصا مع أن اليمن يدخل فصل الشتاء”.
وأضافت : ” خلال فصل الشتاء ،تشهد البلاد برودة مع صقيع متكرر، يمكن أن يتراوح نطاق درجة الحرارة من 19° درجة مئوية خلال أعلى درجة حرارة في الشتاء، إلى أقل من 0° درجة مئوية في أبرد درجاتها”.
وأردفت : ” تعيش غالبية العائلات النازحة والمحتاجة إلى الدعم الشتوي في مواقع نزوح غير رسمية حيث يزداد الوضع سوءًا مع تزايد ظروف الشتاء القاسية والفيضانات المفاجئة وتصاعد العنف، وتتفاقم هذه العوامل بسبب عدم كفاية دخل الأسرة وانخفاض القوة الشرائية وفرص العمل المحدودة”.
أطفال مهددون بالموت
يشكّل البرد تهديدا حقيقياً لآلاف الأطفال من النازحين إذ أصبح المئات من الأطفال هدفاً سهلاً لموجات الصقيع، والأمراض لاسيما حديثي الولادة، وتشتد الخطورة في ظل انعدام الخدمات، وتوقف بعض المنظمات الدولية عن تقديم الدعم للعيادات الحكومية المنتشرة في مديريات المحافظة.
وأوضحت المنظمة الدولية للهجرة لـ Humans Of Taiz ” يُترك النازحون الذين ليس لديهم مأوى مناسب معرضين للعوامل الجوية، وهذا مقلق بشكل خاص للأطفال الأقل قدرة على التعامل مع تأثيرات الطقس البارد”.
وفي منتصف يونيو/حزيران من هذا العام حذر مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان من توقف أكثر من 30 برنامجا من بين 41 تدعمه المنظمات الدولية في اليمن خلال الأسابيع القادمة ما لم يتم تأمين تمويل إضافي.
وقالت ماريكسي ميركادو المتحدثة باسم منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) “ما لم تحصل يونيسف على 30 مليون دولار بحلول نهاية يونيو/حزيران فإن خدمات الماء والصحة العامة والرعاية الصحية ستتوقف لأربعة ملايين شخص في يوليو (تموز)”.
انخفاض مستويات التمويل
في أوائل أكتوبر / تشرين الأول ، أعلنت مجموعة المأوى اليمنية ، والتي تعد المنظمة الدولية للهجرة عضوًا فيها ، أنها بحاجة إلى 14.3 مليون دولار أمريكي لتلبية الاحتياجات الماسة لما يقارب نصف مليون شخص معرضين لدرجات حرارة منخفضة خلال فصل الشتاء إجمالاً، ومع ذلك هناك أكثر من 195000 أسرة في حاجة ماسة ومتوسطة إلى مساعدات الشتاء، ويتتطلب ميزانية قدرها 37 مليون دولار أمريكي لتلبية كل هذه الاحتياجات بحسب مسؤول الإعلام في المنظمة الدولية للهجرة.
وأضافت IOM : ” نظرًا لانخفاض مستويات التمويل الدولي للبرامج في اليمن فمن غير الواضح ما إذا كانت احتياجات التمويل لاستجابة الأمم المتحدة ستتم تلبيتها لضمان الوصول إلى جميع المحتاجين بالمساعدات الشتوية خصوصا مع أن اليمن يعيش عامه السادس من الأزمة والتأثير غير المعروف لوباء COVID-19 إضافة إلى الشتاء القادم.
وأشارت إلى أن : ” الآن ليس الوقت المناسب لإدارة ظهورنا لليمن؛ في عام 2019، وصلت المنظمة الدولية للهجرة إلى أكثر من 9500 أسرة في فصل الشتاء من خلال مدفوعات نقدية مرة واحدة لكل أسرة ومجموعات شتوية عينية، والتي تتكون من البطانيات والملابس الشتوية والمدافئ ودعم الوقود مشيرة إلى أن وفي عام 2020 ، تسعى جاهدة لمواصلة مساعدة العائلات النازحة على تخطي الشتاء البارد، بالنظر إلى عدد الأشخاص النازحين المحتاجين، وسيتم إعطاء الأولوية للنازحين الذين يعيشون في مواقع في أماكن أكثر برودة ، وكذلك الأشخاص الأكثر عرضة للخطر مثل النساء والأطفال أو أولئك الذين لديهم احتياجات فردية محددة.