العمـود الـوردي – العنف القائم على النوع الاجتماعي

العمـود الـوردي – عبير واكد

0 205

العنف القائم على النوع الاجتماعي

العنف القائم على النوع الاجتماعي تعددت اشكاله واساليبه خاصة بعد اجتياح ثورة الربيع العربي لبلدان الشرق الأوسط، وكان الحرب اباحت أن تعذب النساء تمامًا كمقاتليها ولعل وجه الشبه هنا هو الصمود.
ما كتب لحرب أن تستمر إلا لوجود مقاومة بها، وما كتب لحواء الحياة إلا لكونها مُقاومة بالفطرة الأنثوية التي خُلقت معها.. وتجار الحروب عندما علموا بأن الحياة هي امرأة استهدفوها..!

دم، دموع وثلاجة الموتى هذا ما يتصدر المشهد عند الحديث عن العنف القائم على النوع الإجتماعي.

ولكن، اسلط الضوء هنا حول ماهية حياة المرأة
منذ ولادتها في مجتمعاتنا العربية، حيث يُضع
سكين أسفل ذقنها يصل حتى عنقها وتعيش به طول
عمرها وكي تعيش يجب أن لا تخطئ أبدًا فإن حدث ذلك اختل توازنها وانغرست السكين في حلقومها وماتت.

تعيش النساء تحت ضغط نفسي عصبي كبير كي لا تخطئ فالخطأ الواحد كفيل بالقضاء على حياتها، يجب أن تكون بغاية الحرص، التدقيق، التركيز واليقظة بأي زمان كان صحراء أو بستان فإن اختل شيء بسيط من توازنها انغرس السكين فورًا في عنقها، هذا العنق الذي يفترض أن يزين بالحلي والوشاحات الدافئة في فصل بارد.

جميعنا نحيا وهذا السكين على اعنقانا
إنه سكين العادات والتقاليد لمجتمع ذكوري بَحْت.

والمُفارقة الغريبة هي أن النساء تتقبل ذاك السكين
وتصمت وتعيش حياتها كالرجل الآلي حتى لا يخترقها
السكين، ومع ذلك تُقتل!!
لم يكن ليخونها ذاك السكين.. ولكنه العار المصطلح المبتكر اين، كيف ومتى نستخدمه والمرأة لم تخطئ حتى الآن قط! إذن دون مبرر أو سابق إنذار اسلبوا حياتها تحت أسم العار وبذلك تم استخدام هذا المصطلح القادم من اللاشيء في اللاشيء.

لا يدرك المجتمع كمية ألم وجود سكين على عنقكِ
لكونك إمراة فحسب دون ان ترتكبي أي جرم يعاقب عليه القانون.

نساء بلدي يعشن في خوف ورعب لا لوجود السكين
على اعناقهن وإنما لكونهم يُعذبوا ويعنفوا ويسلبوا حياتهن بعد أن استطاعوا جعل السكين رفيق الحياة معهن تمامًا كالحرب التي نتأقلم مع ظروفها البائسة دون ادنى حقوق ونعيش بصمود ومع ذلك لا بد من سقوط القتلى والجرحى.

العنف القائم على النوع الإجتماعي
هو ذاك السكين الذي تضعه على عنقها فور ولادتها.

أما اساليب التعذيب والترهيب والإكراه وسلب الحياة دون أي وجه حق ما هو إلا جُبْن وجين ذكوري.

عبير واكد

عدسة/ بسمة فارس

اترك تعليقا