“وردة السيد”.. زهرةُ أملٍ في وجه مآسي مدينة عدن
كانت وردة السيد، وهي من محافظة عدن، سباقة إلى العمل الطوعي والمجتمعي، ورغم أن نشاطها كان في بدايته إلا أنه كان واسعا ومتنوعا ليشمل النساء والأطفال واللاجئين في المحافظات الوقعة جنوب اليمن.
حينها لم تكن قد حصلت على ما يمكّنها من العمل بصورة مستقلة، كما تقول، لهذا انخرطت مع مبادرات طوعية ومؤسسات شبابية، كان ذلك في العام 2011، وقد انصب العمل وقتها على الجانب الإغاثي والعمل الميداني بدرجة كبيرة، وإن هي أولت قضايا السجينات اهتمامها الخاص.
“السيد” لم تكن في حاجة إلى وقت طويل حتى تغدو قيادية في مجال اهتمامها، بشغفها في العمل الطوعي واندفاعها إلى خدمة المجتمع استطاعت في العام 2012 العمل كمديرة مالية لدى إحدى المؤسسات، قبل أن تصبح مديرة تنفيذة لمؤسسة فكر.
تتحدث عن المرحلة بالقول
“كانت مرحلة ما بعد الحوار الوطني، ومن هناك بدأنا في العمل على قضايا الشباب والنساء”.
ظلت “وردة”بالقرب من قضايا محيطها دائما، حتى عندما عصفت الحربُ بالبلاد لم تبرح مكانها القريب، القريب من الناس والخطر، وفيما كانت القذائف الساقطة تشوه وجه عدن؛ إذا بإحدى زهور السيد تنبت وسط أنقاض المدينة الحزينة.
“انشأتُ خلال الحرب مبادرة “يدا بيد”، وعملت عبرها في المجال الإغاثي ومساعدة الناس، الكثير من النازحين بدأوا بالتوافد إلى مدينة عدن، وكان من الصعب إقناع الشباب/ات بالعمل الطوعي في ظل هكذا ظرف، مع ذلك أوصلنا الأدوات الإيوائية والإغاثية لأكبر قدر ممكن من الأسر الفقيرة والمتضررة داخل المحافظة”.
مع الحرب وخلال الثلاثة الأعوام التالية أصبحت المرأة النازحة المسؤولة الأولى داخل الأسرة، وهو مالم يفت مبادرة السيد، إذ أطلقت مشروع “بوابة الأمل بالعمل” لأجل تمكين النساء في الأسر الأشد فقرا.
إقناع الأشخاص بالعمل الطوعي ليس وحده ما واجه نشاط “وردة السيد”، هي أيضا لم تلقَ أي تعاون من الجهات المختصة والسلطة المحلية خاصةً، بل واعترض طريقها الكثير ممن يثبطون العزيمة، والأسوأ من هذا كلها أنها تعرضت خلال عملها للتهديد والابتزاز. حد قولها
تضيف
” لم أتنازل عن دوري رغم ذلك، بقيت مؤمنة بقضيتي واستمريت بالعمل وسعيت إلى توسيعه”.
بقدر الاحتياج خلال الحرب، وربما أكثر، كانت مدينة عدن في حاجة إلى أبناء مخلصين كـ”وردة السيد” بينما جائحة كوفيد19 تفتك بالسكان، وقد كانت وردة عند مستوى الحدث، حين شرعت في تنفيذ مشروع الاستجابة الطارئة للنظافة والاصحاح البيئي، بجانب حملات لتوعية وتوزيع مستلزمات الوقاية.
وبخصوص الصعوبات التي اعترضت نشاطها حينئذ، تقول” أُعلن أن عدن منطقة موبوءة، ما سبب خوفا شديدا لدى أسرتي والعاملين في المؤسسة أيضاً، لهذا كان همنا الأول هو كيف نوعي الأسر بدون تجمعات”.
حرص الفريق، بقيادة وردة، على الالتزام بالإجراءات الاحترازية والتباعد الاجتماعي بين المستهدفين أنفسهم وكذا بين العاملين قدر الإمكان؛ ليمضي كل شيء على النحو السليم.
ومشروع الاستجابة الطارئة لمواجهة كورونا، أتى على حساب برامج أخرى كانت المؤسسة تخطط لتنفيذها، في مقدمتها مشاريع تمكّن المرأة اقتصاديا وسياسيا، وهي برامج ، تؤكد السيد، على استئنافها في أقرب فرصة مواتية.