بين قاعات الدراسة وقاعات الأفراح.. الـ”دي جّي“ رشا تكافح لسداد فاتورة كوفيد19

قصة. خولة الطيب

الصورة تعبيرية من تصوير " خواطر السبئي "
0 211

بين قاعات الدراسة وقاعات الأفراح.. الـ”دي جّي“ رشا تكافح لسداد فاتورة كوفيد19

 خولة الطيب

 

بعد وفاة والدتها التي كانت تعيل الأسرة من خلال إحياء الأعراس النسائية ”بالدي چي“  وجدتْ رشا الصهباني البالغة من العمر 18 عاما، نفسها  في ظروف جديدة تطلبت منها الانخراط في سوق العمل.

 

ليست الحرب وحدها ما فاقم الوضع الإنساني والمعيشي للمواطنين في مدينة تعز جنوبي اليمن، كان   لتفشي جائحة كورونا أيضًا تبعات مدمرة على اقتصاد الكثير من الأسر داخل المدينة المحاصرة من قبل جماعة أنصار الله الحوثيين منذ ما يقارب سبع سنوات، بينها عائلة رشا.

 

الفتاة ووالدها محمد العاطل عن العمل وأخوتها الأصغر منها سنا يسكنون في بيت للإيجار بمنطقة الشماسي جنوب شرق المدينة.

 

ومع أنها لم تتخرج بعد من المرحلة الثانوية، باتت في قرار نفسها تشعر بإنها المسوؤلة عن رعاية عائلتها منذ الرحيل المفاجيء لأمها الفنانة حنان البيضاني.

 

تقول ”بعد وفاة والدتي أشعر بثقل المسئولية تجاه إخوتي الصغار ووالدي كذلك“.

الفنانة حنان البيضاني

 

توفيت البيضاني في يونيو/ حزيران الماضي بعدما ظهرت عليها  علامات الإصابة بفيروس كورونا كضيق التنفس عن عمر ناهز الـ40 عاما.

 

في السنوات العشرين الأخيرة من عمرها أحيت الفنانة المعروفة في تعز باسم ”دي جي حنان“ الكثير من حفلات الزفاف داخل صالات الأعراس، وكانت من وقت لآخر تصحب معها رشا.

 

بعد إعلان السلطات في تعز مواجهة فيروس كورونا بفرض الإغلاق على أماكن التجمعات ضمنها قاعات الأفراح، انقطع مصدر الدخل الوحيد لحنان، الأمر الذي جعلها تلجأ لتوفير احتياجات العائلة بالاقتراض، حتى أنها حينما توفيت متأثرة بالفيروس نفسه، لم تكن قد تمكنت من الإيفاء بما عليها من التزامات مالية.

 

رشا في أول تجربة

 

لا هي ولا أمها كانا يريدان لرشا أن تعمل في الدي چي نظرا لمدخوله الشحيح. لكن بالنسبة لليافعة الطموحة بإكمال المدرسة والالتحاق بالجامعة فلم تكن تتوقع أن تذهب يوما لأحياء حفلة زفاف دون أمها.

 

” كنت حزينة كما لو أنني ذاهبة إلى مكان للعزاء وليس للفرح، الموسيقى الصاخبة وأغاني الأعراس والعبارات التي تقال عادة في زفاف العروسين جميعها تذكرني بأمي، مع ذلك ذهبت لأنني لم أكن أمام خيرات بديلة“.

 

بداية يوليو/تموز الجاري أحيت رشا أول حفلة لها، ومع أنها تشعر بالرضا بما قدمته، لا تزال تحس بمخاوف إزاء  فيروس كورونا، ”أنا مضطرة للعمل من أجل سداد ديون الراحلة أمي وتلبية احتياجاتنا اليومية“.

 

عمل موسمي

 

على غرار والدتها يمكن لرشا إحياء جميع أنواع الحفلات، خطوبة، عقد، زفاف وحفلات أعياد ميلاد. وبالرغم من أن الصالات أصبحت مفتوحة الآن وتصلها حجوزات عدة أسبوعيا، فهي لا تجني سوى القليل من المال، فضلا   عن تفاوت الدخل من عمل ”الدي چي“ من قاعة لأخرى.

 

تقول رشا إنها تقبض في العادة 50,000 ريالا( 50دولارا تزيد أو تنقص قليلاً) عن كل حفلة تقوم بأحيائها، لكنه المبلغ الذي يذهب معظمه كمقابل لإيجار السماعات والأجهزة وأجور للفرقة، وما يتبقى منه لا يزيد في أحسن الأحوال عن 10,000 ريالا (9دولار تقريبا) واحياناً نصف ذلك.

 

ما يعيق إستمرارية عمل رشا حد قولها، أن حفلات الزفاف في مدينة تعز” تكون في الأعياد والإجازات مما يجعل  شغل الدي چي موسمي“، وهكذا تبقى عاطلة عن العمل في غير تلك المواسم، والأسوأ أن المقابل الذي تحصل عليه بالكاد يلبي متطلبات الحياة اليومية.

 

تم نشر هذا التقرير بدعم من JHR/JDH – صحفيون من اجل حقوق الانسان و الشؤون العالمية في كندا

 

 

اترك تعليقا