موجة ثانية وحقائق مخفية

تقرير . منيرة الطيار

الصورة تعبيرية . من النت
0 166

موجة ثانية وحقائق مخفية

تقرير \ منيرة أحمد الطيار

 

مع دخول الموجه الثانية من فايروس كوفيد19 بدأت كل المناطق في اليمن بتلقي اللقاح إلا تلك الواقعة تحت سيطرة أنصار الله ( الحوثيين )، حيث ترفض السلطات هناك  مبادرة منظمة الصحة العالمية لتزويدها باللقاح نتيجة لإنكارها وجود الفايروس بالأساس وتفرض تعتيما إعلاميا على أعداد المصابين به في أماكن سيطرتها .

 

 

تضارب في المعلومات وانباء زائفة عن وجود الفايروس ووصفه أنه  مجرد كذبه اخترعها العدو كما تصنفها حكومة صنعاء مما جعل المثقفين والمتعلمين في أماكن سيطرتهم في تخوف كبير من الموجة الثانية من الفايروس وسط استهتار بأرواح الناس وعدم الالتزام بإجراءات السلامة والتباعد الاجتماعي والاستمرار بحالات التعليم غير  الآمن والازدحام الكثيف.

 

يقول محمد علي-  أحد المواطنين

”سافرت من صنعاء أنا وأسرتي إلى تعز لتلقي لقاح أسترازينكا ضد فايروس كورونا المستجد بعد أن رأيت العديد من اصدقائي يتجاوبون مع هذا اللقاح ويشجعوا على أخذه خوفا من الفايروس , فالحكومة هنا لم تقم بتوفيره“

 

ويضيف:” مع انتشار اعداد الضحايا التي توفت بشكل مفاجئ خلال فترة زمنية بسيطة ومتقاربة وبنفس أعراض كورونا توفي أحد أقاربي وعند سؤالي لأهله عن سبب وفاته أنكروا أنه مات بفايروس كورونا حيث كان رد ابنه الاكبر “مات ابي بالالتهابات في الصدر لا تجلس تهول  وتصدق كلام المنظمات ما بش عندنا كورونا  ” على الرغم ان كل اعراض مرضه كانت كورونا فضلوا عدم الاعتراف خوفا من يتم وصمهم بوصمه عار كما تنظر لهم الحكومة في الشمال ويتم عزلهم من قبل المجتمع .

 

ليس المواطنين فقط من يخشون الحديث عن وجود الفايروس وتفشيه في مناطق سيطرة الحوثيين، الكادر الطبي أيضًا عند سؤاله عن الفيروس وماهي الحلول التي على المواطن ان يلتزم بها لحماية نفسه وعائلته من  يرد أنه لا يوجد كورونا في الشمال لسان حال السلطات،  على الرغم من موت عدد كبير من الاطباء وفق شبكة أطباء اليمن في المهجر) الذين يعملون على التوعية حول أزمة فيروس كورونا في اليمن، فإن 150 طبيبا على الأقل في اليمن ماتوا جراء إصابتهم بالفيروس في فترة قياسية و ظروف غامضة.

 

حياة اليمنين في خطر وبحاجة لاستراتيجية لتخفيف تلك المخاطر وفق تصريح لمايكل بيج، نائب مدير الشرق الأوسط في هيومن رايتس ووتش مضيفا أن تعمد  سلطات حكومة صنعاء – الحوثيين بإخفاء العدد الحقيقي لحالات كورونا ومعارضتها للّقاحات يهددان حياة اليمنيين ويضيعها تحت ناقوس الخطر بعد 6 سنوات من الحرب والصراع الدائر في اليمن.

 

وبحسب ممثل منظمة الصحة العالمية في اليمن أدهم رشاد عبد المنعم  فإن سلطات الحوثيين قد وضعت شرطا لتلقي جرعات اللقاح بعدم اشراف أي منظمة الصحة الدولية .

وأضافت ووتش في أحدث بيان لها أن سلطات الحوثيين تعرض العاملين الصحيين في البلاد لخطر غير ضروري عبر تقاعسها عن اتخاذ الخطوات المتاحة في مواجهة كورونا مما قد يفاقم انهيار النظام الصحي في البلاد  وعبرت عن استياءها بشأن التضليل التي تقوم به سلطات الحوثيين حول الفايروس  وتقويضها للجهود الدولية لتوزيع اللقاحات.

 

 

مصدر في وزارة الصحة بحكومة صنعاء  فضل عدم ذكر اسمه، نفى منع حكومته  دخول اللقاح إلى نطاق سيطرتها وأكد إن اللقاحات دخلت  خلال الايام القليلة الماضية.

 

وأوضح المصدر” بلغ عدد اللقاحات التي وصلت مطار صنعاء 10 الف جرعة كما ورد في الاتفاق مع منظمة الصحة العالمية وهي مخصصة للكادر الصحي وتصرف في كلا من مستشفى فلسطين زايد سابقا  ومستشفى الكويت“.

 

وتابع”هناك من المواطنين بدأوا في تلقي  بعض اللقاحات وخاصة في محافظة إب , مشيرا إلى أن دولا كالسعودية لازالت ترفض اعتماد لقاحات كورونا للمسافرين القادمين من سيطرة حكومة صنعاء مما جعل اقبال المواطنين على اللقاح ضيئل للغاية .

وفيما يعاني المواطنون في المحافظات الواقعة تحت سيطرة حكومة صنعاء بشأن الموجة الثانية من تفشي فيروس كورونا المستجد  يتلقى المواطنون اللقاح في بقية المحافظات بشكل علني ووسط توعية مجتمعية كبيرة،  فهل ينجو المواطنين من خطر كورونا ام يبقوا اسرى المعلومات المضللة والحقائق المخفية ؟

 

“تم نشر هذا التقرير بدعم من JDH / JHR – صحفيون من أجل حقوق الإنسان والشؤون العالمية في كندا”.

اترك تعليقا