أيتام اليمن ..عُزل في مواجهة كورونا
منيه احمد
بأشكال متعددة جائت جائحة كورونا لتضرب اليمن في مفاصل عدة تجاوزت الاقتصاد و النظام الصحي -المتهاوي اصلا – و حركة السفر ووصلت الى الفئات الضعيفة و من بينها الاطفال و اليافعين من نزلاء ملاجئ رعاية الايتام و الذين وجدوا انفسهم يخوضون معركة النجاة من الفيروس عُزل من أي اجراءات تضمن سلامتهم في بيئة تجمع خطرة تشكل تهديدا لحياتهم وفي ظل عجز حكومي عن توفير أي اجراءات حماية لهم و غياب كامل لدور المنظمات الدولية و المحلية عن نجدتهم و الوقوف بجانبهم .
أرقام تتصاعد بفعل الحرب
بحسب تقرير صادر عن “مؤسسة اليتيم” فإن عدد الايتام في اليمن يبلغ مليون و مائة الف يتيم ، 60% منهم لا يستطيعون اكمال تعليمهم ، و ثلاثة في المائة منهم من ذوي الاعاقات و اربعة في المائة يعانون من مشكلات نفسية كما ان 70 في المائة من أسر الايتام تفتقر الى الخدمات الطبية الضرورية و غير قادرة على شراء الادوية و تحمل كلفة العلاج في المستشفيات و بحسب تقرير المؤسسة فإن الحرب في العامين الأولين منها خلفت نحو 80 الف يتيم و ما يزال العدد في ازدياد في ظل استمرار الحرب الدائرة في اليمن منذ قرابة ستة اعوام
في المقابل و بحسب احصائيات رسمية فإن عدد الدور و المؤسسات التي تهتم بكفالة و رعاية اليتيم (10 دور) تتبناهم (سكن و تغذية و تعليم و صحة) و اكبرها دار الايتام في شارع تعز جنوب العاصمة صنعاء و دار الرحمة الواقع في حي بيت بوس بصنعاء .
الأيتام و كورونا
نصر (14 عاما) أحد نزلاء دار الايتام في صنعاء وجد نفسه بين اكثر من 800 نزيل يقاتلون مرارة العيش في هذا الدار الذي استوعب اكثر من طاقته بعد ان تسببت الحرب بمضاعفة اعداد النزلاء وبعد ان اصبحت الدار عاجزة عن رعايتهم بشكل لائق بعد ان فقدت مواردها الاساسية بفعل الحرب و جائت كورونا لتضاعف من معاناتهم .
يتحدث نصر عن معاناتهم اثناء الجائحة قائلا “رغم خوفنا من الاصابة بكورونا لم نكن قادرين على فعل شيء فالواقع كان يفرض نفسه علينا ، لا يوجد لدينا كمامات و لا معقمات و كنا نعيش في تجمعات اثناء الاكل و النوم و مختلف الانشطة و كأنه ما فيش كورونا ”
ويضيف نصر انه رغم اكتشاف اكثر من حالة مشتبه بإصابتها بكورنا داخل الدار لم تتخذ الدار أي اجراءات لمنع انتشار الفيروس داخل الدار و يقول نصر ” كنا نعيش بالبركة و لا يوجد ما في ايدينا ما نعمله”.
نفس الأمر كان يحدث في دار الرحمة و غيرها من الدور القليلة المنتشرة في بعض محافظات اليمن ، حيث كان الايتام يواجهون الفيروس عزل تاركين مصيرهم للقضاء و القدر في ظل عدم اهتمام السلطات بتوفير أي اجراءات حماية لهم .
يقول (م.ح) الاخصائي الاجتماعي بأحد دور الأيتام ” لم يكن بأيدينا ما نفعله ، الكارثة اجتاحت اليمن كلها و امكانياتنا لم تكن تسمح بفصل النزلاء عن بعض و توفير وسائل الحماية لهم مضيفا انهم لطالما طالبوا السلطات بتوفير أي مساعدة لهم لمواجهة الجائحة و حماية النزلاء و لكن حياة لمن تنادي ”
و بينما كانت الجهات الدولية تبذل جهدا ملموسا لمساعدة اليمن على تجاوز جائحة كورونا الا انها لم تعطي اهتماما للفئات الخاصة و الضعيفة و التي من بينها نزلاء دور الايتام ليظل مصير هذه الفئة مرهونا بإمكانياتهم الذاتية للانتصار على الجائحة .
“تم نشر هذا التقرير بدعم من JHD/JHR – صحفيون من اجل حقوق الانسان و الشؤون العالمية في كندا”