عائدة الأغبري … فتاة تصنع الابتسامة من ركام الحرب

أصيل سارية

0 152

 

عائدة الأغبري … فتاة تصنع الابتسامة من ركام الحرب

منذ ست سنوات تشهد اليمن حربا راح ضحيتها الكثير والكثير من اليمنيين، أرقام مفزعة أنتجتها الحرب في اليمن ومع ذلك فإن هناك العديد من التجارب لا سيما النسائية التي كانت ملفته للأنظار وباعثه للتفاؤل في بلد لم يعد فيه للحديث عن السلام أي موضع ومكان أو فرصة.

عائدة الأغبري من بين تلك النسوة اللواتي كان لهنّ صوت أبيض في ظل سواد كثير عم البلاد، وصوت إيجابي في ظل نشاز أكبر يدعو إلى الاستمرار في العنف والحرب، عائدة الأغبري “24 سنة ” بدأت العمل التطوعي منذ كان عمرها أربعة عشر عاما، وكانت بدايتها من المدرسة، وفي حين قتلت الحرب الشغف في نفوس الكثيرين، ولدت لدى عائدة حب التطوع والعمل ومساعدة الآخرين كما تقول. ومنذ العام 2016 بدأت مسيرة عائدة كمتطوعة مع إحدى المبادرات الشبابية في صنعاء بإمكانيات بسيطة، تقول عائدة

” أن الأمر تطور معها وبدأت تعمل بشكل فردي لمساعدة أي شخص أو مجموعة إنسانية تحتاج المساعدة مستفيدة من متابعيها عبر صفحة الفيس بوك ومستثمرة علاقاتها الشخصية مع العديد من الشخصيات المؤثرة”.

بداية متقدمة:

في نفس العام التحقت عائدة بمؤسسة بادر التنموية في صنعاء (https://www.facebook.com/Baader.y ) لتبدأ رحلة جديدة في التطوع وصنع السلام، تؤمن عائدة بأن التطوع هو الطريق الأسمى لصنع السلام لأن المتطوع يساعد بإمكانياته المتاحة لمساعدة الآخرين ويساهم في ربط الناس ببعضهم البعض، اكتسبت عائدة خلال هذه الفترة البسيطة خبرات متنوعة ومتعددة لتتجه نحو الدعم النفسي لمن يحتاج ذلك، وعملت مع مبادرة لفته ”

https://www.facebook.com/groups/452853258450956/?ref=share  “لدعم أطفال التوحد والأطفال المصابين بالسرطان نفسيا، وفي نفس الوقت كان لعائدة وفريقها توجه آخر ليكونوا من المبادرات القليلة التي توجهت نحو هذا الاتجاه وهم كبار السن ودور المسنين في اليمن ودعمهم نفسيا، تقول عائدة أن هذه الفئات وغيرها لا تحتاج إلى دعم مالي وإنما نفسي بالمقام الأول واهتمام يشعرهم بأنهم جزء من المجتمع عبر العديد من الأنشطة منها المسابقات والأيام المفتوحة وإدماجهم مع المجتمع القريب منهم ما جعل السعادة جزء من حياتهم بشكل يعزز التلاحم والإخاء بين أفراد المجتمع الواحد بمختلف توجهاته وتنوعاته.

وبالتوازي بدأت عائدة رحلتها الجامعية في كلية التجارة بجامعة صنعاء، تقول عائدة أن تلك الفترة من أصعب الفترات في مسيرتها التطوعية وصنع السلام، حيث أن الجامعة تتطلب التفرغ الكبير وفي نفس الوقت تقول عائدة أنها أصبحت محبة للحركة ومساعدة الآخرين لذلك اتجهت نحو دراسة الخدمة الاجتماعية في كلية الآداب بجامعة صنعاء وهو التخصص الذي ساعدها أكثر على فهم حاجات الناس ومساعدتهم ويسهل كثيرا من تقديم الخدمات لمن يحتاج إليها ولأنه تخصص يهتم بالإنسان أحببت عائدة هذا التخصص لأنه يتلاءم مع طبيعتها الإنسانية أكثر من التجارة.

تحدي الحرب:

مع بداية الحرب واشتداد القصف على العاصمة صنعاء، واجهت عائدة العديد من الصعوبات في مقدمتها خوف عائلته من الدخول والخروج لتكون هي العقبة الأولى في طريقها، تجاوزت عائدة هذا العائق حيث اثبتت لعائلتها جديتها بالعمل الطوعي ومساعدة الآخرين ورغبتها في بناء نفسها واكتساب خبرات أكبر،  تقول عائدة

” تغيرت كثيرا بعد هذه التجارب والحرب وأصبحت إنسانه منطلقة وأصبحت لدي الرغبة في الخروج ومساعدة الآخرين بشكل يومي ولما أشوف شخص انا ساعدته يضحك ومبسوط هذا إنجاز وخصوصا أن هذا الإنجاز تحقق عن طريق فتاة كان المجتمع ينظر إليها دائما بعين العجز والضعف ”

ومع كل هذه التجربة الفريدة للفتاة الصغيرة في السن فإن عائدة لا تزال تنظر إلى تجربتها بأنها محدودة وتطمح بشكل أكبر وأكبر لتطوير نفسها وتجربتها، وبأن يكون هدفها الأسمى الإستفادة من التطوع في بناء سلام مستدام في بلد طالت الحرب فيه.

 

اترك تعليقا