وجها السلام المفقودان في اليمن!
“الحرية، والأمان.. وجها السلام الذي ننشد إليه”.. بهذه المفردات تصف هيفاء أحمد، البالغة من العمر 17 عامًا، السلام، جاعلة من حرية الفرد، وأمان حياته شرطان أساسيان لتحقيق السلام.. مفردات قصيرة، تحمل معاني كثيرة.
لكن السلام في اليمن لا يزال يفقد معناه، وسط أطراف الصراع التي تأبى أن يكون وسيطًا لحل النزاعات.. أطراف تعتبره مُسمى فحسب، وهذا ما يزيد البلاد تعقيدًا.. تعز المدينة تكفي أن تكون مثالًا، فقد كان لها النصيب الأكبر من الحصار والإقتتال مذ البدايات الأولى للحرب.
هيفاء، الطالبة في الصف الثاني الثانوي بمدرسة الشهيد زيد الموشكي، ترى أن لكل طالبٍ قصة مع نزوح الحرب، وتوقف التعليم.. وقصتها “بدأت الحرب في المدينة، نزحنا إلى الحوبان، وهناك درستُ عامًا واحدًا، ثم عدنا، وعدتُ لإكمال دراستي”. سنة ليست قليلة على طالبٍة شتت الحرب رغبتها بالتعلم حيث كانت تجد انسجامها، وتكيُّفها مع الزميلات والمعلمين.. معاناة الكثيرات، قلما يدركها الآخرون.
توقف الحرب، لا يعني السلام أحيانًا.. هكذا كانت تردد هيفاء، وهي تستعد للمشاركة في معرض “فن لأجل السلام” بلوحة تحمل دلالات كثيرة.. في اللوحة، دائرة، كما لو أنها كوكب الأرض، تتوسطها شجرة بفروع طويلة، تتقاسمها فصول أربعة بتأثيرات مختلفة.
فنٌ، تحاول أنامل هيفاء تقديم صورة ذهنية عما يفتقده المدنيون من هدوء الحياة.. أرض ونباتات، سماء وغيوم، قمر وأرجوحة تتسمر بانتظار أحدهم يقعد عليها بيدين مُتشبثة، ليبدأ شوط التأرجح واللعب.. كل هذا يوحي بالحرية والأمان، وجها الحلم الذي يتطلع إليه جيل اليوم من نافذة السلام.