آباء وأمهات يمنيون يفندون الشائعات المتعلقة بلقاحات الأطفال

سكينة محمد.

283

 

فاطمة سيف علي” أم لستة أطفال، لقحت أطفالها باللقاحات الروتينية المتوفرة في المراكز الطبية القريبة منها بمدينة تعز اليمنية

تقول

لقحتهم كلهم، الكبير الآن عمره 19 سنة والصغير عمره سنة، وباقي للصغير اللقاح حق السنة والنصف، وبكل مرة اسمع عن حملة لقاح شلل الأطفال اقوم بتلقيحهم “.

 

 

فاطمة ليست متعلمة، لكنها متنبهة تماماً لأهمية اللقاح، وتضيف:” لقحتهم لأني خفت من الأمراض، والحمد لله يجي لأولاد الجيران أمراض مثل الحصبة والسعال، والأمراض الموسمية وأنا عيالي للآن لا يمرضون”.

 

اللقاحات بحسب منظمة الأمم المتحدة للطفولة  يونيسف هي مُنتجات تُعطى عادةً أثناء مرحلة الطفولة لحماية الأطفال من أمراض خطيرة، وأحياناً فتاكة، وتعمل اللقاحات على تحفيز الدفاعات الطبيعية في الجسم، مما يهيّئه لمكافحة الأمراض على نحو أسرع وأكثر فاعلية، وتنقذ اللقاحات حياة ما بين 2 إلى 3 ملايين شخص كل عام.

 

أما “عبدالباسط محمد” أب لسبعة أطفال، يعيش في منطقة بريف شرعب السلام شمالي محافظة تعز، يحمل طفلتيه التوأم لمسافة ساعتين ونصف إلى المركز الطبي رغم بعده عن سكنه، ويلقحهم اللقاحات الكاملة من اللقاح الأول حتى عمر سنة ونصف، ولقاحات شلل الأطفال تحت سن الخامسة،

ويقول:” الحمد لله بناتي بخير وصحة وسلامة، وبالعكس اللقاح يحميهن من أمراض الحصبة والشلل والسعال الديكي والإسهامات، وما حصل لهن شيء”.

 

لقاحات الأطفال الروتينية

 

ويبدأ اللقاح في اليمن من سن يوم واحد بحسب جدول التحصينات من المكتب الإقليمي لمنظمة اليونيسف، إلى سن سنة ونصف.

 

ويأخذ الطفل لقاح بي سي جي (BCG) السل؛ وهو التهاب يهاجم الرئتين في أغلب الحالات، إلا أنه يؤثر على أعضاء أخرى لدى الأطفال الرضع والصغار، من قبيل الدماغ. وقد تتسبب الإصابة الحادة بمضاعفات خطيرة أو الوفاة.

 

ثم لقاح الالتهاب الكبدي B (HepB) وهو فيروس التهاب الكبد B ويمثل التهاب خطير يصيب الكبد، وإذا أصيب به الطفل الصغير، لا تظهر أعراضه غالباً إلا بعد عقود من الزمن، ويمكن أن يتطور المرض إلى تليف الكبد وسرطان الكبد في وقت لاحق من الحياة.

 

ولقاح فيروس شلل الأطفال ويتسبب فيروس شلل الأطفال بالشلل لواحد من كل 200 شخص يصابون به، ومن بين هؤلاء، يتوفى ما بين 5% إلى 10% عندما تصاب عضلات التنفس لديهم بالشلل، ولا يوجد علاج لهذا المرض حالما يستقر في الجسم – أما العلاج الوحيد المتوفر فهو لتخفيف الأعراض.

 

وأيضا اللقاح الثلاثي (DTP) الدفتريا (الخناق) تؤدي الدفتريا إلى التهابات في الحلق واللوزتين، مما يجعل من الصعب على الأطفال التنفس والبلع.

 

واللقاح ضد الكزاز، و يؤدي الكزاز إلى انقباضات مؤلمة في العضلات، ويمكن للمرض أن يمنع حركة عضلات العنق والفكين لدى الأطفال، مما يصعّب فتح الفم والبلع (الرضاعة) أو التنفس وحتى مع العلاج، غالباً ما يكون الكزاز فتاكاً.

ولقاح الشاهوق (السعال الديكي)، ويتسبب الشاهوق بنوبات سعال قد تستمر لمدة أسابيع، وفي بعض الحالات قد يؤدي إلى صعوبة في التنفس والتهاب الرئة والوفاة.

 

ويقول “وهيب الجرادي” المختص في طب المجتمع المسؤول عن الوبائيات والوقائيات:” يوجد ايضا لقاح النزلة الترفيه من النوع باء B

وهي جرثومة مسؤولة عن التهابات الرئة والتهاب السحايا الذي يسبب الحمى الشوكية، ولقاح  المكورات الرئوية وهو يحمي الاطفال من التهابات الرئة الخطيرة والفتاكة وكذا بعض الالتهابات الخفيفة كالتهابات الأذن والجيوب الانفية”.

 

ويضيف:” هناك ايضا لقاح الروتا الذي يحمي الاطفال من الإسهالات الفيروسية والتي تعتبر السبب الشائع للإسهالات عند الأطفال، واللقاح الاخير في جدول التحصين الروتيني هو لقاح الحصبة ويعطى في الشهر التاسع وعند السنة والنصف من عمر الطفل“.

 

كل هذه اللقاحات مزمنة بتاريخ معين من عمر الطفل حسب جدول معين يدون على كرت التحصين الخاص بالطفل وينصح بأخذ اللقاحات في موعدها المحدد دون تأخير.

 

وهناك بعض اللقاحات الروتينية غير المتوفرة في بلادنا كلقاح النكاف (او ما يسمى بالرطين في بعض المناطق) والحصبة الألمانية وكذا اللقاح الخاص بالورم الحليمي البشري HPV والذي يحتوي على سلالات متسببة بسرطان عنق الرحم.

 

 قد يمرض الطفل لكن لا يموت من لُقاح. 

 

خيرية بجاش” أم لطفلة بعمر السنة والنصف أكملت تلقيح ابنتها اللقاحات الروتينية في 10 إبريل 2023، تقول إنها تنتظر موعد اللقاح حتى تتمكن من تلقيحها.

وتضيف:” ما أنام يوم اللقاح لأن ابنتي تجي لها حمى، ومع ذلك أنا مقتنعة إن اللقاح مفيد وآمن ويقيها من أمراض أخطر”.

 

ويشدد “وهيب الجرادي” على أمان اللقاحات ويشير الى أنها تخضع للعديد من الدراسات والتجارب السريرية قبل الموافقة على استخدامها وتعتمد على معايير مشددة من ناحية الجودة والأمان.

 

ويوضح:” اللقاحات هي الوسيلة الأفضل لحماية أطفالنا من الأمراض والمحافظة على سلامتهم، قد تحدث بعض الأعراض الخفيفة على الطفل كارتفاع درجة الحرارة وألم يظهر مكان الحقن ولكن يمكن التغلب على هذه المشكلة ببساطة من خلال استخدام خافضات الحرارة أو وضع كمادات باردة“.

 

في مواجهة الشائعات.

 

يفند “الجرادي” الشائعات المتعلقة باللقاحات في اليمن واتهامها بانها مؤامرة خارجية، ويقول إن هذه النظرية هي ضرب من الغباء بل ويمكن القول إن المؤامرة الحقيقية على أطفالنا هو هذا النوع من الشائعات.

 

واستغرب “الجرادي” مثل هذه الادعاءات، وأكد أن اللقاحات يتم تطعيم الأطفال بها في كافة أنحاء العالم وتخضع لمعايير مشددة من الرقابة كما ذكرنا سابقا والأعراض التي قد تنتج عن اللقاح خفيفة ونادرة.

 

ويضيف: “لعلنا لاحظنا جميعا بعد أن توقف البعض عن تطعيم أطفالهم عودة حالات الحصبة بالعشرات يوميا في المستشفيات والمراكز الحكومية وكذا عودة مرض شلل الاطفال بعد أن كانت بلادنا قد خلت تماما منه، البلدان الملتزمة بعملية التحصين لا تنتشر فيها أمراض الطفولة القاتلة بعكس ما يحدث الآن في بلادنا”.

 

وكانت  وزارة الصحة والسكان في عدن قد اعلنت في فبراير مطلع العام الجاري  عن عودة شلل الأطفال، وتسجيل مئتي حالة إصابة على الأقل بفيروس شلل الأطفال بعموم المحافظات اليمنية؛ بواقع 228 حالة إصابة خلال العامين (2021-2020م).

 

وناشد “عبد الباسط محمد” وهو أب لثلاثة أطفال وسائل الإعلام ووزارة الصحة العامة والسكان لتبني حملات تثقيف وتوعية بأهمية اللقاح كضرورة من ضروريات الحياة.

 

ونبه الى أن هذه هي مهمة وزارة الصحة في المقام الأول وكذا وزارة الإعلام من خلال تفعيل دور التثقيف الصحي والسكاني وتوعية المجتمع بأهمية اللقاحات وبيان أمانها للجميع.

 

وقال: ” لن ينفع الندم بعد إصابة طفلك بالمرض، وكل هذا بسبب أنك أهملت تحصينه أو غير مؤمن بفكرة اللقاح، فاللقاح أمانة تجاه الطفل يتحملها الجميع”.

 

 

 

ملاحظة: انتجت هذه المادة بدعم من منظمة إنترنيوز Internews ضمن مشروع Rooted In Trust في اليمن.