الهوية المعمارية” تحت رحمة موسم الأمطار

تقرير " محمد المياس

صنعاء القديمة - محافظة صنعاء
0 130

أدت الأمطار الغزيرة في اليمن منذ منتصف يوليو الماضي إلى تدمير العديد من المباني التراثية، وخاصة في مدينة صنعاء القديمة ومدينتي شبام وزبيد، من بينها منزل الأديب وشاعر اليمن الراحل عبدالله البردوني.

“صنعاء القديمة” التي تعد المثل الحي للتراث المعماري اليمني بما تضمه من منشآت وبما تحويه من فنون زخرفية ومشغولات يدوية شملت مختلف الأنواع تعرضت إلى أضرار جسيمة جراء الامطار الغزيرة والسيول التي شهدتها البلاد ومناشدات حكومية لإنقاذ تراث اليمن من الانهيار.

 

حراك رسمي
سفير اليمن لدى اليونسكو الدكتور “محمد جميح” وجه رسالة إلى المدير العام لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم (يونسكو) السيدة أودوراي أوزولاي.
وقال السفير إن الأمطار الغزيرة والسيول التي شهدها اليمن أدت إلى دمار طال عدداً من المواقع الأثرية في البلاد، وعلى وجه الخصوص المواقع الثلاثة المسجلة على لائحة اليونسكو للتراث العالمي في صنعاء القديمة وزبيد وشبام حضرموت”.
ودعا في رسالته المجتمع الدولي واليونسكو على وجه الخصوص إلى سرعة تقديم الدعم اللازم للتغلب على الآثار الناجمة عن الفيضانات والأمطار، وبكل وسيلة ممكنة.
وكانت حكومة صنعاء قد أعلنت السبت الماضي عن الانهيارات الجزئية بالسورين الشمالي والجنوبي للمدينة وانهيار 7 من المبان التراثية في مدينة صنعاء القديمة نتيجة الأمطار الغزيرة والسيول محذرة في الوقت ذاته من انهيار مبان تاريخية أخرى بالمدينة عمرها مئات السنين في حال استمرار الأمطار الغزيرة.

 

تصوير ” علي السنيدار – صنعاء
دعم عاجل
وبعد المناشدات حشدت اليونسكو الدعم من صندوق التراث للطوارئ لحماية مدن التراث العالمي الثلاث في اليمن -صنعاء القديمة، وشبام حضرموت، وزبيد- من الانهيار جراء السيول الناتجة عن الأمطار الغزيرة.
جاء ذلك في بيان وزعه مكتب المنظمة، وذكر أن اليونسكو “تعمل على حشد الدعم من صندوق التراث للطوارئ للاستجابة بسرعة وفاعلية للأزمات الناتجة عن الكوارث، وأنها -بالتعاون مع شركائها- تدخلت في حارة القاسمي في مدينة صنعاء القديمة ومدينة زبيد التاريخية لحماية ما يقارب 30 منزلا من الانهيار”
على قائمة الكارثة
وعلى بعد 251 كيلو متر من صنعاء تقع محافظة الحديدة التي تقع فيها مدينة “زبيد”، والتي يتجاوز عمرها 2400 عام وهي أول مدينة إسلامية في اليمن.
أيضا تسببت الظروف الجوية القاسية التي شهدتها اليمن خلال الأيام الماضية بانهيار عدد من المباني التراثية في مدينة زبيد وشكل ذلك خطرًا كبيرًا على تراثها وتاريخها القديم خصوصا وأن اليونسكو قد أدرجتها في عام 2000م على قائمة مواقع التراث العالمي المعرضة للخطر.
حيث كشفت إحصائية أولية للجنة مشتركة من فرع هيئة المدن التاريخية والمجلس المحلي بمديرية زبيد عن تهدم وانهيار وهبوط 50 منزلاً أثرياً لمدينة زبيد التاريخية جراء الأمطار الغزيرة على المدينة المسجلة في قائمة التراث العالمي لليونسكو.

 

الناطحات في خطر
وفي مدينة شبام حضرموت التي تعد أول ناطحات سحاب طينية في العالم، ومدرجة ضمن قائمة التراث العالمي، تتعرض مئات المنازل للانهيار جراء الأمطار التي هطلت بغزارة نهاية الشهر الماضي.
وقال مسؤول محلي في حضرموت، “إن أربعة منازل على الأقل دمرت بشكل كلي و 15 منزلًا دمر جزئياً نتيجة الأمطار الغزيرة والسيول”.
فيما يقول مدير عام مديرية شبام عبد الوهاب عبد الله بن علي جابر، “بسبب هذه الأمطار والسيول، تعرضت المدينة لشبه كارثة حقيقية لم تشهدها المدينة في أوقات سابقة”.
ويضيف أن شبام “كان لها النصيب الأكبر في عمليات المتابعة والحصر، لأنها مدينة تاريخية ومدينة ذات معلم إنساني وتاريخي”.

 

أسف دولي
من جهتها، أعربت اليونسكو في بيان الثلاثاء عن “أسفها الشديد للخسائر في الأرواح والممتلكات في عدد من المراكز التاريخية في اليمن، بما في ذلك مواقع التراث العالمي في زبيد وشبام وصنعاء، وخاصة في الأيام الأخيرة في أعقاب الظروف الجوية القاسية التي اكتسحت البلاد”.
وقالت المنظمة ” إن الأضرار الناجمة عن الأمطار تعرض “حياة سكان هذه المراكز التاريخية للخطر، تاركةً البعض دون مأوى ملائم، مع تفاقم الوضع المتردي بالفعل بالنسبة للعديد من الآخرين”.
ويمضي اليمن في طريق فقدان هويته المعمارية بعد أن انهارت أبنيته القديمة، التي تمتاز بخصوصية معمارية فريدة وخصوصا بعد إدراج اليونسكو حاضرة زبيد التاريخية في عام 2000م على قائمة مواقع التراث العالمي، المعرضة للخطر وتهديدها للحكومة اليمنية في أبريل 2012 بإخراج مدن يمنية تاريخية من قائمة التراث العالمي نهائيا الأمر الذي يتطلب دورا حكوميا وأمميا للحفاظ على التراث اليمني.
اترك تعليقا