أحلام.. من النزوح إلى العودة إلى كورونا
لم تكن الحرب الرادع الوحيد للمرأة اليمنية للبحث عن فرص عمل بديلة؛ لتكون العائل الوحيد لأُسرتها، في ظل أوضاع اقتصادية متدهورة، جائحة كورونا أيضًا ساهمت بانهيار الوضع الاقتصادي وتدني مستوى الدخل المعيشي للأسر؛ بسبب توقف أغلب الأعمال وإعلان حالة الحظر، فما كان أمام المرأة اليمنية سوى إيجاد وسيلة تساعدها على توفير قوت يوم أسرتها.
أحلام محمد الصبيحي – 25 سنة- متزوجة كانت تعمل مع والدتها في معمل خياطة ووضعهم كان جيد ومستقر إلى أن قرعت طبول الحرب في تعز، وتوقف الحال على الجميع، اُضطروا للنزوح لمدينة عدن جنوبي اليمن، وتزوجت هناك.
“عُدنا من النزوح بملابسنا فقط , أما أرواحنا فُقدت في طرق الذهاب والعودة”
تفتتح الصبيحي حديثها قائلة:
“الحرب بشعة ولكن الأبشع منها هو النزوح والجلوس في البيت دون عمل وبمعاناة مستمرة، شعورك بعدم الاستقرار وجوه ناس جديدة أماكن جديدة أرض جديدة، حتى عند العودة تعود حاملًا ملابسك فقط فاقدًا العزيمة والرغبة بالاستمرار، وهذا ما حدث معنا حتى اللحظة لم نستطع العودة بأرواحنا وبالعمل كما كان قبل الحرب”
مقاومة ودعم
أحلام وأسرتها من الحالات التي أُصيبت بالمرض في بداية جائحة كورونا مما زاد حالهم سوء وقاوموا المرض وظروفه بالعمل واتجهوا للعمل بالكمامات وتصف بدايتهم بالمشروع موضحة:
” انطلقنا من احتياجات الناس للكمامات وخصصنا جزء منهم وزعت مجانًا، وبداية حُظينا بدعم كبير من الأسرة والجيران بادروا بالشراء مني، وأولهم زوجي كان يبيع حتى لأصدقائه، وبعدها طلبت منا مستشفيات الإنتاج لهم وحققنا نجاح كبير وربح لا بأس به”.
وتقول:” الدعم في كل البدايات يُشكل نقلة كبيرة نفسية وعملية، شعور أنك لست وحدك والكل بجانبك شعور يجبرك على الاستمرار والإنتاج بهمة أعلى وعزيمة أكبر”.
وتختتم حديثها: “عزيزتي المرأة شجعي نفسك ولا تُحبطي أيًا كانت الأسباب والظروف تغلبي على المحيط بإصرارك ونجاحك وستصلين.. انتِ قوية بذاتك، ولابد أن تستمري “.