- من شبوة.. قصة فتاة الميدان
“اهتمامي منصب على كافة القضايا اليمنية، رغم المعوقات التي صنعتها الحرب، وصعوبة العمل الميداني، وما يُبنى على ذلك من مشاكل بدنية ونفسية”، بهذه الجمل المعبرة عن واقعها في مفهومها الواسع، تتحدث الناشطة المجتمعية العنود القفان، 23 عامًا، من محافظة شبوة، شرقي اليمن، عن تجربتها في ظل تفشي فيروس كورونا.
تقول العنود
عملت على مكافحة جائحة كورونا في ظل انتشارها، قمت بتوصيل الاحتياجات اللازمة في محافظه شبوة، مع الأخذ في الاعتبار أننا في محافظة طريقها بري دولي، ومنفذها مفتوح وهذه من أبرز الصعوبات التي واجهناها، حتى أن هناك جهات دولية تواصلت معي للتأكد من وصول بعض المواد الوقائية المخصصة للمحافظة، وهو ما دفعني للنزول إلى مركز العزل والمستشفيات، وكنت متخوفة من أي إصابة محتملة بالفيروس، في ظل التداعيات الحاصلة، لكنني اهتميت بتوفير الاحتياجات الوقائية بدرجة أساسية، لما لذلك من أهمية بسبب انتشار فيروس كورونا.
يتركز عمل العنود بشكل عام في منظمات المجتمع المدني، وهذا الذي جعلها مستمرة فيه؛ فهو يتيح لها مساحة ميدانية للعمل في إطار المحافظة ضمن مبادرات فاعلة، إضافة للتنسيق مع مبادرات شبابية من خارج المحافظة بما ينعكس إيجابًا على شبوة وأبنائها، وللعنود تجربتها ضمن لجنة جمع معلومات عن الأسرى والمعتقلين في محافظة شبوة.
لا تخفي العنود امتعاضها من جائحة كورونا، فقد تسببت في توقف الكثير من الأعمال والفرص التي كانت توشك على المشاركة فيها، من تدريب، ولقاءات، وسفريات عمل مهمه، غيرت الجائحة خططًا كثيره كنت قد وضعتها، وهذا الشيء كان قدر الجميع، فالعالم كله توقف، كما تقول.
تحكي العنود تجربتها الميدانية في ظل جائحة كورونا بالقول:
في بداية الأمر كنت رافضة للعمل الميداني؛ لأن المجتمع اليمني يحارب كورونا بالتجمعات، في مفارقة عجيبة، وهذه إشكالية تتمثل في أننا نعمل على توعية الناس، في مجتمع يعتبر التباعد جريمة، واجهت هذه المشكلة بحزم، وعملت منسقة عن بعد، وحرصت على التباعد الاجتماعي، رغم المعوقات، ونجحت في تنفيذ العديد من المشاريع ذات الصلة.
“لا بد من التعايش، والقبول بالآخر، فالحرب وتداعياتها تستلزم منا ذلك، وهذه رسالتي للمجتمع، بأن نبقى أقوياء، ونواجه كل شيء من أجل التمسك بحقنا في الحياة”، هذه رسالة العنود، الفتاة التي لم تترك الميدان في أحلك الظروف، وساهمت بشكل أو بآخر في صنع بقعة ضوء رغم الحرب وفيروس كورونا.