حنان بحرفة.. تنجو من الفقر
تعز- آيـــة خــالــد.
لا تحمل الحرب معها أصوات القذائف والرصاص فحسب، بل أتت لتُشتت أُناس وترمي آخرين على أرصفة الشوارع لا حول لهم ولا قوة، سوى المقاومة؛ للاستمرار.
حنان المخلافي- 20 سنة- متزوجة- تسكن في بئر باشا شرقي تعز تنتمي لأبوين منفصلين كل واحد منهم له حياته الزوجية الخاصة به، وعاشت طفولتها مع عماتها، وعندما انتقلت إلى صنعاء للعيش مع والدها وبدء دراستها الجامعية قامت الحرب ومن هُنا بدأت قصة معاناة جديدة لحنان مع الحياة.
تقول حنان:
” الحرب كسرت فرحة عيشي مع والدي وزادت الطين بله وتوقف عمل والدي وصاحب البيت طردنا وعُدتُ مع أبي لتعز وجلسنا مع جدتي، وكان وضعنا المادي سيء جدًا، فبدأت أتعلم خياطة وأعمل فيها لمساندة أبي والنجاة من الفقر الذي نعيشه وبعدها تزوجت”.
كورونا مشروع مربح
استمرت المخلافي بالعمل في الخياطة حتى بعد زواجها حتى بدء فايروس كورونا وتوقف أغلب الأعمال في تعز، فتوقف عملها وعمل زوجها فما كان أمامها غير الاتجاه لخياطة الكمامات كما تصف.
وتُضيف المخلافي: ” تعاقدت مع معمل خياطة كان يعطيني على الكمامة الواحدة 250ريال، كنت أشتغل باليوم بمبلغ 3500 ريال، وهنا بدأت أفكر بعمل المشروع بشكل مصغر في بيتي وبدأت خطوة خطوة والحمد لله المشروع نجح وكان مربح جدًا”.
عصفورين بحجر
قبل بدء حنان مشروعها هذا أُصيبت بعدد من الأمراض وزادت ديونها، وتراكمت عليهم إيجارات شهور كثيرة، فكان المشروع بالنسبة لها ضربة عصفورين بحجر واحد، من جهة تحسين وضع أسرتها ومن أخرى تلبية احتياجات الناس خلال تلك الفترة.
وعن التغيير الذي أحدثته كورونا بحياة حنان تُفيد:
“عملي بالكمامات غير حياتي صحيًا واقتصاديًا ونفسيًا واجتماعيًا وسددت ديوني وكسبت علاقات جديدة واسعة فتحت لي مجالات جديدة”.
وتذكر حنان بأن بداية مشروعها كان دون إشهار؛ تجنبًا للإحباط ودائمًا ما تبدأ مشاريعها بهذه الطريقة، وعندما حققت نجاح أعلنت ولقت ترحيب كبير بالفكرة وتفاجئ بنفس الوقت.
المرأة كما يجب أن تكون
كنتِ عازبة أو مزوجة.. أرملة أو مطلقة لازم توقفي على نفسك، وتعتمدي على نفسك ستأتي أيام صعيبة عليكِ لازم تكوني قوية شهادتك الجامعية أولًا وبجانبها حرفة تغنيك عن الناس وتجنبك الفقر” هكذا اختتمت حنان حديثها ووجهت رسالة لكل النساء.