اليمن.. سلام متعثر و”صافر” بارقة خطر تلوح في الأفق
في الوقت الذي ينتظر فيه اليمنيون توقف الحرب في بلادهم مع استمرار تعثر مشاورات السلام بين طرفي النزاع، تنتظرهم قنبلة موقوتة وصفت بأخطر كوارث الأرض البيئية والإنسانية ..
الناقلة النفطية “صافر” التي نفذ عمرها الافتراضي منذ عقدين من الآن باتت – قنبلة موقوتة – تهدد ملايين اليمنيين والتي ترسو على بعد خمسة أميال بحرية قبالة سواحل اليمن المطلة على البحر الأحمر بحمولة تفوق 1.5 مليون برميل من النفط ومع توقف شركة صافر التابعة للحكومة عن استعمالها في إنتاج وتخزين وتصدير النفط، مذ بدء النزاع في مارس/ آذار 2015 وتوقف أعمال الصيانة عنها، تعرضت أجزاءها لتلف كبير وغدت أشبه بقنبلة ضخمة.
كارثة بيئية وإنسانية
ورغم تبادل أطراف النزاع للاتهامات بشأن إعاقة الوصول إلى الناقلة لصيانتها، فالمؤكد “أن خطر التسرب النفطي قد يدمّر المنظومات البيئية في البحر الأحمر وإغلاق ميناء الحديدة الحيوي لستة أشهر وتعرض أكثر من 8.4 مليون شخص لمستويات مرتفعة من المواد الملوثة” كما أورد المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك.
ويصف أستاذ الجغرافيا وعميد مركز الدراسات البيئية وخدمة المجتمع بجامعة تعز أ.د. خالد عبدالجليل النجار ناقلة النفط صافر بالكارثة الشاملة التي لا تقل في نتائجها الكارثية عن التفجيرات النووية التي حدثت في القرن الماضي، في إشارة منه إلى القصف الذرّي لمدينتي هيروشيما وناجازاكي اليابانيتين نهاية الحرب العالمية الثانية. وأضاف خلال حديثه لـ “Humans of Taiz ” إن التاثيرات السلبية سيظل يعاني منها اليمن والإقليم سنوات عديدة”.
ووفقاً لتقديرات تقرير أعدته مبادرة “حلم أخضر” المعنية بقضايا البيئة في اليمن، فإن نحو 126 ألف صياد يمني، يمكن أن يفقدوا مصدر دخلهم بمناطق الصيد اليدوي، بينهم نحو 67 ألف صياد في محافظة الحديدة، التي تطل على البحر الأحمر، بنحو عشر مديريات ساحلية، كما يهدد أي تسرب نفطي في الناقلة 148 جمعية سمكية تعاونية، ونحو 850 ألف طن من المخزون السمكي في المياه اليمنية و969 نوعاً من الأسماك، و300 نوع من الشعاب المرجانية.
وكارثة تسرب النفط من الناقلة صافر، بحسب خالد النجار، لها نتائج ضارة ستصيب البيئة البحرية الطبيعية التي يتمتع بها البحر الأحمر، في اليمن والاقليم وسيقضي على التنوع الحيوي. ويوضح قائلا:” يشكل النفط اثناء تسربه طبقة عازلة على سطح البحر، تؤثر سلباً على الاحياء البحرية، وتقتل بقع الزيت الاسماك والمحار والشعب المرجانية لان الزيت سيمنع نفاذ الاكسجين مما يؤدي الى منع الكائنات البحرية من التنفس فتموت”.
نفذ الوقت
لا يقتصر خطر ناقلة صافر على سواحل البحر الأحمر اليمنية فحسب، حيث يؤكد “النجار” لـ “Humans of Taiz ” أن الأضرار قد تتجاوز باب المندب إلى قناة السويس في مصر، وربما إلى مضيق هرمز لأن منطقة البحر الأحمر التي ترسو فيها الناقلة صافر، تعد منطقة شبة مغلقة، و في حال وقوع التسرب، لا قدر الله، ممكن أن تنتشر بقع الزيت، لتغطي كافة انحاء البحر الأحمر، مما سيؤدي لتضرر سواحل عدد من الدول وهي اليمن، السعودية، السودان، ارتيريا، جيبوتي، الصومال، اثيوبيا، مما يجعل الكارثة تتعدى الحدود الاقليمية للمياه اليمنية وصولاً الى المياه الدولية.
وفي بيان لها بخصوص ناقلة النفط اليمنية صافر قالت المديرة التّنفيذية لـ منظمة “غرينبيس” في الشّرق الأوسط وشمال أفريقيا، – زينة الحاج – : “ لقد نفذ الوقت؛ في حال لم تتّصرف الأمم المتّحدة، فإنّنا نتوجّه مرغمين ومغمضي الأعين نحو كارثة ذات أهمّية دولية تزيد من معاناة وبؤس الملايين من اليمنيين”.
من جانبه عبر وكيل محافظة الحديدة في الحكومة اليمنية المعترف بها وليد القديمي، عن قلقه إزاء الناقلة صافر حيث قال في سلسلة تغريدات على صفحته بموقع “تويتر”، ما سماه “النداء الأخير” لإنقاذ اليمن والدول المجاورة والبحر الأحمر من كارثة متوقعة.
لا يقتصر خطر ناقلة صافر على سواحل البحر الأحمر اليمنية فحسب، حيث يؤكد “النجار” لـ “Humans of Taiz ” أن الأضرار قد تتجاوز باب المندب إلى قناة السويس في مصر، وربما إلى مضيق هرمز لأن منطقة البحر الأحمر التي ترسو فيها الناقلة صافر، تعد منطقة شبة مغلقة، و في حال وقوع التسرب، لا قدر الله، ممكن أن تنتشر بقع الزيت، لتغطي كافة انحاء البحر الأحمر، مما سيؤدي لتضرر سواحل عدد من الدول وهي اليمن، السعودية، السودان، ارتيريا، جيبوتي، الصومال، اثيوبيا، مما يجعل الكارثة تتعدى الحدود الاقليمية للمياه اليمنية وصولاً الى المياه الدولية.
وفي بيان لها بخصوص ناقلة النفط اليمنية صافر قالت المديرة التّنفيذية لـ منظمة “غرينبيس” في الشّرق الأوسط وشمال أفريقيا، – زينة الحاج – : “ لقد نفذ الوقت؛ في حال لم تتّصرف الأمم المتّحدة، فإنّنا نتوجّه مرغمين ومغمضي الأعين نحو كارثة ذات أهمّية دولية تزيد من معاناة وبؤس الملايين من اليمنيين”.
من جانبه عبر وكيل محافظة الحديدة في الحكومة اليمنية المعترف بها وليد القديمي، عن قلقه إزاء الناقلة صافر حيث قال في سلسلة تغريدات على صفحته بموقع “تويتر”، ما سماه “النداء الأخير” لإنقاذ اليمن والدول المجاورة والبحر الأحمر من كارثة متوقعة.
مساعي أممية فاشلة
تزايدت الضغوط الدولية على طرفي الصراع في اليمن – حكومة الرئيس هادي وجماعة “أنصار الله” الحوثية – لإيجاد حل وسط لأزمة الناقلة “صافر” ودفع انفجار مرفأ بيروت في مطلع أغسطس 2020 إلى إعطاء قضية الناقلة “صافر” اهتماماً أكبر من قبل المجتمع الدولي..
الأمم المتحدة أعدت خطة لإنقاذ الناقلة من مرحلتين: الأولى تتضمن إرسال فريق من الخبراء لتقييم الأضرار والرفع بالخيارات المتاحة التي ينصح بها للتخلص من محتوى الخزان العائم صافر من النفط، وفي المرحلة الثانية يقوم مكتب عمليات الأمم المتحدة UNOP بإبرام العقود مع شركة أو شركات متخصصة للقيام بتنفيذ الخيار المنصوح به من فريق التقييم في المرحلة الأولى.
وعلى خلفية تطور الجدل حول وضع الناقلة وتزايد التحذيرات بشأنها، عقد مجلس الأمن الدولي، في منتصف يوليو الماضي (2020)، جلسةً خاصةً لمناقشة أزمة الناقلة، بناءً على طلب عاجل من الحكومة اليمنية دعمته بريطانيا.
وتأتي المساعي الأممية لإنقاذ اليمن من الكارثة المحتملة وسط خلافات حادة بين الحكومة الشرعية المعترف بها دوليًا وحكومة الحوثيين فيما يخص عائدات النفط المخزون على متن الناقلة فيما يعيش اليمنيون مخاوف كبيرة من وقوع الكارثة التي ستفاقم من معاناتهم وبؤسهم.