احلام حزينة
أنا أحلام، أعيش حياة بائسة مع أطفالي، في خيمة صغيرة ننام ونصحو ، نبكي، نلعب ونأكل الفتات، لا تقينا خيمتنا البيضاء من القيض في النهار، ولا من البرد والبعوض والغبار والمطر، مع ذلك أحبها ويحبها أطفالي أيضا؛
لأنها في الواقع المأوى الوحيد الذي نملكه طوال الأربع السنوات الأخيرة، منذ غادرنا تعز تحت زخات الرصاص وبعت ما أملك لأدفع للسائق أجرة السفر إلى هنا.
المساعدات الغذائية التي يعطف بها علينا العالم لا تسد رمقنا، اسمعهم يتحدثون عن سخاء المنظمات في إعانة المنكوبين، لكن ما ألمسه أنا كمنكوبة، على عكس ذلك تماما؛ إذ لا أحصل ،بين فترات متفرقة، سوى على قليل من القمح والأرز والزيت، لأتكفل في المقابل بالبحث عن الغاز والحطب وباقي الحاجيات الأساسية،
حتى المياه يذهب الأطفال بأجسادهم الهزيلة لجلبها من مكان بعيد،وأما الملابس فالنص السفلي من جسد أبنائي يضل في الغالب عاريا، كما ألجأ في المساء لفرش بعض الكراتين كي يناموا عليها وأمرر عليهم لحافا رقيقا ممزق، وأسهر، بالطبع، فوق روؤسهم أهش البعوض عن خدودهم وأعيد تغطية أقدامهم المتشققة كلما انحسر عنها اللحاف القصير.
لست متأكدة بما عليا الحديث عنه أيضا، الأوجاع غائرة والهم ثقيل، وأنا على يقين بأنني لا أملك الوقت الطويل الكافي للتحدث إليكم بكل شيء،
أمامي يوم شاق وأنا مجبرة على الاستفادة من الدقيقة الواحدة،
أثنان من أطفالي الصغار مرضى، سأذهب إلى السوق لأستجدي المحسنين مالا لشراء الدواء والحليب إن فضل نقودهل تنتظرون مني توجيه رسالة ما في ختام حديثي؟ حسن، لا أريد منكم ألعطف، لا تقاسموني وأطفالي طعامكم، ولا تشاركونا القليل من دفء المنزل، فقط حاولوا أن تقدّروا ما أنتم عليه من نعمة، كم أشعر بالشفقة إزاءكم كلما سمعتكم تتذمرون وتندبون الواقع، رغم امتلاككم كل ما نفتقر إليه نحن في المخيم.!